خواطر: الفرق بين ورودك و أزهاري ( حَيَاةُ الَتَعَبْ)
أَرْجُوا أنْ لاَ تَمْرَضَ بِقِرَاءَةِ كِتَابَتِي , لِأَنِي لَا أُرِيدُ أَنْ أَجْلِبَ عَطْفَ أَحَد , عَيْشِي عَلَى جَزِيرَتِي لَيْسَ لِهَجْرِ أَحَدْ بَلْ كُلَمَا تَذَكَرْتُ أنَنَا سَنُفَارِقُ مَنْ نُحِبْ وَسَيَفْنَي مَا نَجْمَعْ أَدْرَكْتُ أنَّنَا في تَعَبْ, قَالَهَا لي صَدِيق حَيَاةُ تَعَبْ
أعْلَمُ أَنِي لَستُ أَدِيبْ و لا طَبِيبْ
لْستُ إلَّا مُجَرَدَ بَشَرْ
جَّزِيرَتِي مُخْتَلِفَةٌ كَثِيرًا عَنْ أرْضِ البَشَرْ
آخِرَ مَرَةٍ أَتذّكرُ كُنتُ عَلَى أرْضِهِم لِأَنِي مِنْهم عِشْتُ مَعَهُم أَعْرِفهُم, حَرَكَاتِهِم وَسَكَنَاتِهِم وَنَبَرَاتِ أصْواَتِهِم أُفَرِقُ بَيْنَّهَا لِأَّنَّهَا تَخرُجُ مَعَ دقَّاتِ قُلُوبِهِمْ أمَّا نَظَرَاتُهُمْ فَهِيَ مَفَاتِحُهُم أكْشِفُهُمْ بها مِنْ دُونِ أنْ أعْرِفَهُمْ ,
حَيَاةُ البَشَرِ حَيَاةُ تَعَبْ
مَا أبْسَطَ الحَيَاةَ على جَزِيرَتي وَمَا أرْيَحَهَا أعْبُدُ رَّبِي أَطْمَئِنُ بِذِكْرِ خَالِقِي ,
فَوْقَ ظَهْرِي كَنَانَةُ سِهَامِي فِي يَدِي رُمْحِي أمْتَطِي صَهْوَةَ جَوَادِ أرْمِي وَأصِيدْ
آهّْ ,,,,,, تَذَكَرْتْ لَسْتُ أَهْرُبُ مِنْ أَحَدْ
لَيْسَ لِأنِي لَمْ أسْتَطِعْ الكِفَاحَ عَلَي أرْضِنَا أرْضِ البَشَر ولَيْسَ لِأني لَمْ أُشَيِدْ قَصْرًا أو أنِي لَمْ أُتَّوَج بِمُلْكٍ لَا بَلْ لِأنَّ عَلَي أرْضِنا لا تُوجَدُ زُهُور فَأينَ زَهْرةُ الثَلج وأيْن زَهرةُ مَجْد الصَباحْ و زَهْرَةُ الرَبيعْ المَسَائِيَةِ أيْنَ الزُهُور , أمَا إنْ أَرَدْتَ أَنْ أُحَدِثَكَ علَي أبْهَاهَا فَهِيَ زَهْرَةُ الخُلُود التِي تَحْتَفِظُ بِشَكْلِهَا الطَبِيعِي وَلَوْنِهَا بِصِفَةٍ مُسْتَمَرَة حَتَي بَعْدَ أَنْ تَجِفْ. بِالرُغْمِ مِنْ أَنَّ لَوْنَهَا أَصْفَرْ وَتَحْتَفِظُ بِهِ بَعْدَ جَفَافِهَا، إِلاَّ أَنَّ هَذِهِ الأَزْهَار كَثِيرًا مَايَنْقَلِبُ لَوْنُهَا إلَى الأَبْيَضْ أَوْ تَصْطَبِغْ بِالْلونْ الأُرْجُوَانِي وَالأَحْمَرْ حَتَي تَكُونَ فِي أبْهى حُلّةٍ لَهَا وَهِي عَلَي طَبِيعَتِهَا
صَحِيحْ أرْضُ البَشَرِ فِيهَا زُهور لَكِنّها قَلِيلَةٌ قَلِيلَة أمّا وُرُودها كَثِيرةٌ كَثِيرة لَكِنْ لَا تَفْرَح لِأنَّ معْظَمُها هَجينَة إن أردْتَ فَسأل زَارِعِيهَا ,
صَدِقْنِي هُنَاكَ فَرقٌ بَينَ زَهْرَةٍ وَوَرْدَة
إن أرَدتَ إخْتِبَارِى أغْمَضْتُ لَكَ عَيْنِي وفَرَقْتُ لَكَ بَيْنَ وُرُودِكَ وَ أَزْهَارى لَيْسَ غُرُورًا مِنِي فَكَيفَ لَن أفَرِقَ بَيْنَّها وهَذِهِ تَرَبَت فِي البراري وتِلْك حُبِسَت لِيُتَاجَرَ بِهاَ , كَيفَ لا أفَرِقُ بَيْنَّهَا وتِلْكَ شَرِبَت مِنْ مَاء السَماء وهَذِهِ تَجَرَّعَت مَرَّارَةَ الأعَادي
المُهِم دَعني أُقِّر لَونُ وُرودِكَ جَمِيل لَكِن رائِحةُ الأزهَار التِي في حُقُولِي أجْمَّل
إنْ أرَدْتَ أنْ تَقطِفَ زَهْرَة فَلَا تَتَرَدَدْ, فأنَا زَهْرَةٌ واحِدةٌ تَكْفِيني هَذَا إنْ تأكَدْتُ أنِي أسْتَطِيعُ أن أَحْمِيهَا
حَقًا الحَيَاةُ عَلَي جَزِيرَتِي أجْمَل حَتَي وَإن كَانَت جَزِيرَةُ أحْلاَمِي
الكاتب : Ahmed Bouhara الاهداء : للجميع
books.3amid@gmail.com