خواطر: ليلة ليست مثل كل الليالي ( لَيْلَةُ الخَبَلْ)
لَيْلَةُ الخَبَلْ
جَلَسْتُ إلي محْبَرَتي كَعَادَتي, لَكنْ هُنَاكَ شَئ غَريبْ لَمْ تْتْحرك يدايْ و بَقيتُ شَاردًا أًمَامَ أَوْرَاقٍ بَيْضَاءْ لِوَقْتٍ طَوِيل إِلاَّ أنَّ الكَلِمَات دَاخِلي تَتَدَاَفَعُ تَتَبَارَزُ ترِيدُ الْخُرُوجَ مِنْ جَدِيدْ,
احْتَرْتُ مِنْ تَصَرُفِهَا فَهَذَا لَيْسَ مِنْ عَادَتهَا وَكَأنَهَا تُرِيدُ إِخْبَارِي بِأَنَّهَا غَاضِبَةٌ
فَنَزَلْتُ هُنَاكَ أَيْنَ تَعيشْ في دَاخلِي ,أيْنَ يُوجَدُ كَيَانِي لأَنِي أًرِيدُ لِقَائَهَا لأَتَفَهَمَ سَبَبَ تَمَرُدها فَانْبَهَرْتُ أَيْنَ تَعِيشْ, فِي خَضْرْتٍ وَدِفئٍ لَا تَعْرِفُ شِتَاءً وَلاَ بَرْد, أَنْهَارٌ عَذْبَةٌ وسَلَاٌمٌ دَائمٌ, أَضْوَاءٌ بَرَاقَةٌ وَ جَوٌّ لَطِيفْ, تَحَيَرْتُ أَكْثَرَ كُلَّمَا رَأيتُ أَيْنَ تَعيشْ
جَلَسْتُ أُتَمْتِمُ أَنْتَضِرُ قُدُومَهَا إِلي أنْ سَمِعْتُ صَوتَهَا ,
فَرَأَيْتُها ,,,,, تَأَكَدْتُ منْ حَالِهَا فَعَلِمْتُ أنَّهَا عَليَ غَيْر عَادَاتهَا فَقَرَّرْتُ مُسَانَدَتَهَا فهِي لَيْسَتْ بِخَيْر
فَقُلْتُ
مَرْحَباً, أَتَمَنَي أَنْ لَا أكُونَ ضَيْفًا ثَقِيلْ, أَتَيْتُ أَنْقُلُ شَكْوَى مِحْبَرَتِي, هِيَ قَلَمِي وَأَوْرَاقِي, مَا بَالُكِ وَ كَيْفَ تُتُمُردينْ
فَرَأَيْتُهَا تَذْرِفُ دُمُوعَ حُزنٍ وَتَتَكَلَمُ كَلَامَ مُوَدعٍ نَعَمْ سَمِعْتُهَا تَقُولْ,
بَلِغْ مِحْبَرَتَكَ مِنا السَلَامِ, لَكِنَّا نَعْتَذِرُ لتَمَرُدِنَا انْفَعَلْنَا فَأَرَدْنَا الخُرُوجْ فَتَزَاحَمْنَا وتَحَاوَرْنَا حَتَى تَجَادَلْناا
فَملَّ قلَمُكَ وجفتْ أْوْرَاقُكْ
إِلاَّ أنَّا أرَدْنَا أَنْ نُعزِيكْ فِي بَنِي جِنْسِك, بَنِي البَشَرْ
تَخَدَرَتْ قَدَمَايْ وَهِي تَنْظُرُ إِليَّ نَظْرَتَ حَقيرٍ مُعْدَمٍ وَ كَأَنِي مُمَثِلُهُمْ
وَهِيَ تَقًول, ألَا تَعْلَمُ أنَّها لَيْلَةُ الخَبلْ ,,,
انْتَهَي العُمْرُ وانقَضَتِ الأعوامُ وبَنُوكَ يَحْتفِلُونَ يَلْعَبُونْ يَفْرَحُونْ وَيمْرَحُونْ
أَرَدْتُ الهُرُوبَ وَ تَمنَيْتَ أَنْ يَكوُنَ شََخْصٌ بِجَانِبي يُجِيبْ
فَأجابت مَكَانِي
بَنُو جِنْسِكَ الَليْلَة فِي خَبَلْ فَراشاتٌ تَتَدَافَعُ لِتَلْتَهِمُهَا نِيرَانٌ تَظنُ أَنَهَا صَدِيقَة أَضْوَاءٌ خَادِعَةٌ لَيْسَتْ كَلَتِي عِنْدَنَا بَرَّاَقة, أصْوَاتُ مُفَرْقَعَاتٍ,,,,,آهْ نَعَمْ نَعَمْ أظُنُهُمِ يَحْتَفِلوُن
عُدْ إلَيْهِمْ أنْتَ مِنْهُمْ هُمْ بَنُوك وأخْبِرهُم أنَّهُم زُوَّارٌ عَلَي أرْضِهِمْ الَتِي هُمْ فِيها الآن يَعِشُون وَسْأَلْهُمْ عَنِ الْفَرقِ بَيْنَ الزَائِرِ وَ المُقِيمْ
قَلَمُ غَرِيب
الكاتب : عماد مدحت الاهداء : للجميع
books.3amid@gmail.com