تعرف على الفن القديم للهيروغليفية المصرية
منذ فجر الحضارة، سعى البشر إلى التواصل بطرق جديدة ومبتكرة. منذ الأيام الأولى للصور التوضيحية والنقوش الصخرية إلى لغات العصر الحديث، كانت الكتابة أداة أساسية للتواصل. وأحد أقدم أشكال الكتابة هي الهيروغليفية - وهي اللغة المصرية القديمة المكتوبة التي لا تزال تبهرنا حتى اليوم. في موضوعنا اليوم، سنستكشف حقيقة وتاريخ الكتابة الهيروغليفية، بالإضافة إلى تأثيرها الدائم على حياتنا اليوم.
 |
اللغة المصريَّة القديمة حقيقتها و تاريخها
الهيروغليفية هي رموز قديمة استخدمها المصريون للتواصل. لا تزال تدرس حتى اليوم، في كثير من الأحيان لمعرفة المزيد عن تاريخ وثقافة الأشخاص الذين أنشأوها. تمكن علماء الآثار من استخدام الهيروغليفية لفك وفهم الكثير من ماضي مصر، بما في ذلك المعتقدات والعادات الدينية.
اللغة الهيروغليفيَّة (أو اللغة المصريَّة القديمة
) كان يتحدث بها الفراعنة والتي بقيت آثارها على جدران الأهرمات ،
وعندما قَدِّم العرب إلى مصر عملوا على إلغاء الحضارة الفرعونيَّة و على
تعريب لغتهم الهيروغليفيَّة فلم يعد أحد يستخدمها لا للكتابة ولا للقراءةً
ولا في الكلام و لا وجود لها في حياتهم اليومية . ولم يبقى منها إلا بضعة كلمات محدودة يستخدمها أهل مصر القدماء.
فأصل تسميتها بالهيروغليفيَّة فهي تأتي من الكلمتين اليونانيتين هيروس
Hieros وجلوفوس Glophos وهي تعني "نقش مقدس" (من الإغريقية ἱερογλύφος )، و
المصطلح كما يستخدمه دارسوا نظم الكتابة يدل على فئة من نظم الكتابة
التصويرية تندرج تحتها الكتابة الهيروغليفية المصرية و نظم كتابة أخرى منها
المايا و الكتابة الصينية في بداياتها، إلا أنها في الاستعمال الشائع تدل
على المصرية ، حيث تشترك هذه الحضارات بأنَّها تعتمد على النقوش
التصويريَّة في الكتابة. تُعد الكتابة الهيروغليفيَّة حجر البناء لمُعظم
الكتابات التي تلته فهي اصل اللغات في تلك المنطقة ، ومنها الخط السيناوي الأول الذي بنى بعده الكتابة
اليونانيَّة القديمة والكتابة القبطيَّة ومن ثم الكتابة الرومانيَّة وبعدها
الآوروبيَّة. بمعنى أنَّ الكتابة الهيروغليفيَّة ساعدت في بناء الحروف
الأبجديَّة في العالم حاليا. فتنقسم اللغة المصريَّة القديمة إلى 4 أنواع من
الخطوط التي تشكلت بشكل تدريجي منها للاختصار والتبسيط في الكتابة:
الهيروغليفيَّة ----الهيراطيقيَّة----الديموطيقيَّة----القبطيَّة.
وتتم الكتابة بشكل رأسي وأفقي في الاتجاهين، وهي تُكتب من اليمين إلى اليسار في العادة،
ولكن في بعض الأحيان يتم تغيير اتجاه الكتابة من اليسار إلى اليمين
اعتماداً على الشكل الذي يكون عليه البناء والشكل الجمالي للمنظر العام. لكن نمط الكتابة
الهيراطيقيََّّة والديموطيقية. ويتم تحدَّيد اتجاه القراءة للكتابة
المصريَّة القديمة بحسب اتجاه وجه الإنسان والحيوانات في الرسوم .
بذل العلماء جهود كبيرة لفك رموز الكتابة المصرية القديمة أن نشير إلى جهود "توماس يونج" و"أكر بلاد" و"شامبليون".
ورغم
أن هؤلاء الباحثين قد توصلوا إلى فك رموز الكتابة المصرية القديمة،
وخصوصاً "جان فرانسوا شامبليون، وكان ذلك في عام 1822م، إلا أن بعض
الدراسات على امتداد فترات زمنية متباعدة. أثبتت أن العلماء المسلمين العرب
قد بذلوا جهوداً - وإن لم تنجح نجاحا كبيراً - للتعرف على القيمة الصوتية
والمعانى لبعض المفرادات المصرية القديمة
اكتشاف الهيروغليفية وتاريخ مصر القديمة
استخدم قدماء المصريين الهيروغليفية كشكل من أشكال الكتابة لتسجيل اللغة وإجراء العمليات الحسابية. يعود تاريخها إلى الدولة القديمة (2600-2180 قبل الميلاد)، وقد تم العثور على هذه الرموز في المعابد والمقابر في جميع أنحاء مصر. شوهد الخط الهيروغليفي أيضًا على حجر رشيد.
سمح لنا هذا الاختراق بمعرفة المزيد عن تاريخ الحضارة المصرية القديمة، وحياة فراعنتها، وألغاز مقبرة الملك توت عنخ آمون. تم استخدام الرموز الهيروغليفية لأغراض عديدة، بما في ذلك التعبير عن التواريخ وتوثيق الأحداث التاريخية. ومن المثير للاهتمام أنه لم يكن هناك نظام تاريخ محدد في مصر القديمة. بدلاً من ذلك، اعتمد المؤرخون على طول فترة حكم كل حاكم لتقسيم تاريخهم إلى سلالات.
اليوم، لا تزال الكتابة الهيروغليفية جزءًا مهمًا من فهمنا للثقافة المصرية القديمة وتوفر نظرة ثاقبة لمدى ما زلنا لا نعرفه عن هذه الحضارة القديمة الرائعة. مع مزيد من البحث والدراسة، قد نتمكن من الكشف عن المزيد من الأسرار المخفية داخل هذه الرموز.
اهم أنواع اللغة الهيروغليفية
هناك أربعة أسطر رئيسية للكتابة الهيروغليفية: الهيروغليفية، الهيراطيقية، الديموطيقية، والكلاسيكية. الكتابة الهيروغليفية هي أكثر أنواع الكتابة رسمية وتتكون من صور تمثل الأشياء أو الأفكار. Hieratic هي نسخة مبسطة من الهيروغليفية، بينما الديموطيقية هي نسخة أبسط تم استخدامها للتواصل اليومي. اللغة المصرية الكلاسيكية هي لغة الأدب المصري القديم.
لم تُستخدم الهيروغليفية في الكتابة فحسب، بل استخدمت أيضًا لتسجيل الحقائق المهمة عن البلاد وشعبها. تم العثور على الكلمات التي تحدث بها الفراعنة بلهجتهم العامية في المخطوطات الرسمية، مما يسمح لنا بفهم أفضل لهذا الشكل القديم من التواصل. من خلال دراسة هذه الأشكال المختلفة من الهيروغليفية، يمكننا الحصول على نظرة ثاقبة لثقافة وتاريخ مصر القديمة.
فك رموز اللغة المصرية القديمة بحجر رشيد
في عام 1799، اكتشف الضابط الفرنسي بيير فرانسوا بوشار حجر رشيد خلال حملة في مصر. الحجر المحفوظ حاليًا في المتحف البريطاني مصنوع من جرانوديوريت غير منتظم ويبلغ ارتفاعه 113 سم وعرضه 75 سم وسمكه 27.5 سم. وهي تحمل نقوشًا من النصوص الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية، والتي كانت مفتاح حل لغز الكتابة الهيروغليفية.
استخدم قدماء المصريين الكتابة الهيروغليفية كأحد أنظمة الكتابة الخاصة بهم. اعتقد هيرودوت وبعض اليونانيين الآخرين أن الكتابة الهيروغليفية المصرية كانت شيئًا غامضًا. ومع ذلك، لم يكن جان فرانسوا شامبليون (1790-1832) أول من اكتشف أسرارهم - فقد سبقه علماء من العالم العربي.
تحتفل مصر بالذكرى السنوية لفك تشفير حجر رشيد في 27 سبتمبر من كل عام للاحتفال باكتشافه وأهميته للفهم العلمي للكتابة الهيروغليفية. تعلمنا القصة وراء هذا الاكتشاف أن القليل من الحدس في بعض الأحيان يمكن أن يقطع شوطًا طويلاً!
تطور اللغة المصرية بمرور الوقت
تطورت اللغة المصرية بمرور الوقت، بدءًا من اللغة المصرية القديمة. تم استخدام هذه اللغة للكتابة والتحدث خلال العصور القديمة الكلاسيكية. بمرور الوقت، تطورت اللغة المنطوقة إلى ديموطيقية، وفي العصر الروماني تنوعت إلى اللهجات القبطية. في النهاية، حلت اللغة العربية محل اللغة المصرية القديمة كلغة منطوقة أساسية في مصر.
استخدم المصريون القدماء أيضًا ما وجدوه في الطبيعة في التحدث والكتابة، وشكل ذلك جزءًا مهمًا من تطور لغتهم. مع مرور الوقت، أدركوا أن العلامات التصويرية لم تكن كافية للتعبير عن أفكارهم، مما أدى إلى مزيد من التطور للغة.
القبطية هي المرحلة الأخيرة من تطور اللغة، حيث استمرت أكثر من 1300 عام منذ تقديمها من قبل البابا كيرلس خلال فترة التعريب. لعب العالم الفرنسي شامبليون دورًا رئيسيًا في فك رموز اللغة المصرية القديمة. اعتبره "آخر تطور للغة المصرية القديمة".
من الواضح أنه كانت هناك رحلة طويلة من أول استخدام للعلامات التصويرية إلى اللهجات القبطية اليوم. تغيرت اللغة المصرية القديمة بشكل ملحوظ بمرور الوقت ولا تزال جزءًا مهمًا من تاريخ مصر وثقافتها.
نأمل أن تكون قد استمتعت بالتعرف على الفن القديم للهيروغليفية المصرية.وأن تكون قد ألهمتك لاستكشاف المزيد مما تقدمه مصر. شكرا لانضمامك إلينا في رحلتنا! إنه لأمر رائع أن نرى كيف تطورت هذه اللغة على مر القرون وما زالت مستخدمة حتى اليوم. كالعادة، نود سماع أفكارك حول هذا الموضوع. ما رأيك في الهيروغليفية؟ هل هناك جوانب أخرى من هذه اللغة القديمة تهمك؟ اسمحوا لنا أن نعرف في التعليقات!