خواطر: ما عدت أملكُ سوى قلمي.....
جفّت الدموعُ منذ زمن وأخذَ الألمُ مكاناً وتربع على عرش الفؤاد.. فما من بسمةٍ مرسومة على المحيّا كان مصدرها ذلك القلب الحزين وما من كلمةٍ يمكن أن تُسقِطَ ذاك الألم عن عرشه.. لم يكن لدي ّسوى ورقة وقلم. . أهيمُ على نفسي في تلك الزاوية المقيتة التي بِتّ أكرهها وأرثي نفسي ببضع حروف يخطّها قلمي.. تشحذُ همّتي وتشحن طاقتي لأعودَ في اليوم التالي لنفس النقطة ونفس الخطّة للاستمرار....
أضحى قلمي جسراً ألوذُ إليه كلما ضاق عليّ واقعي لأعبرَ إلى عالمي المثالي... الذي لا حرب فيه ولا دماء.. لا أصوات مدافع ولا صراخ أطفال...
كنزي..
قلمي..
صديقي الوحيد...
يبدو أنّ الصّمم َقد أصابني يا عزيزي.. أو أنّ أذناي لا تريدان سماع تلك" التغريدات اللطيفة" التي تأتي كل حين وأخرَ إلى حارتنا ...
لا أذكرُ في المرة الماضية ماذا جرى..
جُلّ ما أذكره أنني استيقظت في غرفة ٍضجّت بالصراخ والبكاء والنداءات...
ألفيتُ نفسي على سرير... وحولي العشرات.. مضرّجين بالدماء.. أطفال ٌونساء.. اقترب أحد الاشخاص مني.. وسألني عن حالي.. هززت رأسي بأني بخير واستفسرت عما حدث... فعلمتُ أن قذيفةً غاشمة ًوجدتْ طريقاً إلى حيّنا وخلّفتْ وراءها يتامى وأرامل َوثكالى..
علمت ُأنه لم يبقَ أحدٌ من عائلتي سواي.. كلهم رحلوا...
جميعنا كنا بانتظار الموت وذاك ماكان أشدّ ألماً من الموت نفسه... الموت لحظة جاءت بعد لحظات كانت أشدّ وأصعب... إنه بدايةُ خلاصٍ من رحلة الألم هذه. ..
ما دفعني للحديث عن الموت هكذا أنني رأيته بعينيّ أحاطَ بأحبابي وأصدقائي... اقترب مني كثيراً فانتزع ذراعي وتركني جثة هامدة... مشاعرها باردة.. روحها باردة... تجدُ نفسها في قلمها فقط...
قلمي..
صديقي الوحيد... حبرُك قد شارف على الانتهاء... تماسكْ يا صديقي... لا تذرني وحيداً في هذا العالم الموحش.. لاتتركني أصارع كل هذا الألم بدونك... سأهلكُ لا محالة..
إن متُّ قبلكَ فكن حريصاً على كتابة ٍصادقةٍ لروحِ من يمسكُ بك.. وكن متيقناً بأنه لن تمسك بك إلا روحٌ طيبة..
وإن مُتَّ قبلي.. فاعلم أن روحي وإن طال بقاؤها في جسدي الهزيل هذا.. هي في مكان آخر.. مختلف عن هنا... وثق بأنني لن أغدر بك ولن أكتب بقلمٍ غيرك...
وُجِدْتُ بعد ذلك بفترةٍ مستلقياً على طاولتي بجواري قلمي الذي جفّ حبره تعلو ملامحي ابتسامة افتقرتُ إليها في حياتي...
ولمَ لا فقد انتقلت ُإلى عالمي الحقيقي عالم السلام عالم العدل الذي لا مفرّ منه.
الكاتب(ة) : عائشة مصطفى ياسين الاهداء : إلى كل أملٍ ما زال مشعاً في وطني إلى كل فاقدٍ للأمل علّها تكون شعلة تبثّ الحياة فيه مرة أخرى ❤️
خواطر: دموع من جليد (قصة حب جارحة)
نعم دموع من جليد بكيت وانا صامتة فوق وسادة ساكنة اتنفس بصعوبة كي لا يسمعني احد تساقطت قطرات الجليد فوق وجهي وتفتت بحسرة لقد كنت في اضعف حالاتي ولا يدي احد ماذا يجري ...لم انتظر في حياتي ان يأتي احد ويرفع يدي من ذلك السقوط كنت دائما ارفع نفسي مرة تلوى الاخرى وابتسم وابتسم كأنه لا يجد شئ اعتبروني كلحجر واعتبروني لا أحس ولا أشعر فتركتهم يخمنون ويحاورون أنفسهم نعم أنا هكذا كاتمة وإن نطقت سيتألم الألم من كلماتي كنت وسأظل هكذا ابكي لنفسي واضحك لنفسي ولا يدري احد بما في فؤادي انا معتوهة اجل انا بريئة ومتواضعة انا انسانة تريد قلادتها الذهبية التي تشغل بالها وخاطرها وتبث فيها روحها فلا تسلبوها مني لأنني سأنهار وتصبح دموعي جافة كرمل سطعت فوقه شمس حارة تعلمت الأمل فهو كحبل بين قبري وحياتي فإذا اهتز قليلا سأفقد روحي إلى الأبد أنا تائهة بين ماسيكون وإلى أين سأصل ....عروقي تسيل بدم رمادي انا خائفة من الفقدان انا خائفة من العصيان انا في عتمة لا ادري كيف اجد النور ....
الكاتب(ة) : (Mïnå Mã (khawla الاهداء : الى الجميع ❤️
books.3amid@gmail.com