أخر الاخبار

خواطر | كلمات عن الحزن والحديث مع النفس عن الخيبات


خواطر | كلمات عن الحزن والحديث مع النفس عن الخيبات

خواطر: للاشيء (حزن وحديث مع النفس 


#اللاشيء...

في تلك اللحظة بالذات،ذهبت مع دمعة،نزلت من بين جفني عيني،لم تكن كتلك الدمعة العادية التي تنزل كل يوم تقريبا،كانت دمعة التغير،دمعة الانتقال من مرحلة الاحساس إلى مرحلة عدم الاحساس... مرحلة اللاشيء...

صادف هذا التغير ذكرى أول نوفمبر،شهدت فيه الجزائر تغيرا في منحى الحرب ليكلل في النهاية بالاستقلال. كذلك أنا طرأت لهذا التغير،لكن من يدري،ماذا سيحدث في النهاية... أنا فقط أنتظر...

اللاشيء،هو اللاشيء،أفكر وأفكر،ما هو اللاشيء؟ إنه اللاشيء.. مرحلة من مراحل النضج،أو بالأحرى هو اللاشيء بحد ذاته.

-أتجعلين من نفسك عبارة عن كتلة من الحزن؟

-أولم تدري بأن تلك الكتلة التي تتحدثين عنها كلما زادت زادت جاذبيتها نحو الأرض، لتدخل إلى جحيم أرض ما تحت الواقع!!

-كفاكِ فلسفة!! لما كل هذا التأثر باللاشيء؟

-إنها مرحلة نضج فقط، لقد تحولت.

-تتحولين. هكذا؟ صدفة؟ بدون سبب؟

-نعم تحولت، لكن ليس بالمعنى الذي تفهمينه. انتقلت فقط من موضع الحزن لأدخل من باب الكآبة.

-يا إلهي، من يستطيع فهمك، أجيبيني لماذا؟

-أو تسألين لماذا؟ أكره هذا السؤال!! سأجيبك، هكذا من دون سبب، أولم أقل لك بأنه لا شئ..

-هذا اللاشيء جعل منك انسانة لا تحس ولا تفهم، فقط أنظري من حولك، العالم جميل لو نظرت إليه نظرةًغير التي تملكينها!

-وكأنني أصدقك، ههه، العالم جميل، أجل، من قاب بأنه ليس جميل!! جميل بقسوته! بتقلباته التي لن أفهمها!! أنا التي لا أفهم ولا ٱحس! لا أفهم لما كل هذا التعقيد من حولي رغم أن كل شيء واضح؟ لا أفعن لما أنا فقط أرى أشياء مختلفة عن الآخرين، لا ٱحس بما يحدث أمامي، لا ٱحس بشيء، وكأنما شيء ما انطفئ داخلي!!

-هذا الذي كنت أبحث عنه، مختلفة!! مختلفة لحد ما يجعلك تبدين ككائن فضائي عندما تفكرين.

-لا أستطيع التفكير، تعبت!! لن تفهميني، لأنك لم تفهمي ما قلته.

-أفقدت الأمل بالحياة؟؟ لم أعرفك هكذا! لم تكوني يوما جبانة، فقدت قوتك أجل أعرفك ستعودين كما كنتي.

-ربما، أغلقت على نفسي في علبة لأحتمي من ذباب الحياة، لأنني قطعة حلوى. خير من أن أجلس بين أشخاص ليأكلوا لحوم الآخرين وهم أحياء، أعرف كيف ٱفكر أليس كذلك؟

-أجل، معك حق، لكن لا تكوني انطوائية هكذا، تفاعلي مع الموقف، ليس لدرجة أن تكوني كالآخرين، لكن كوني أنتِ،بشخصيتكِ.

-أنا؟؟ لدي شخصية ازدواجية، أبكي ثم أضحك على سبب بكائي. غبية أنا، كيف أبكي على سبب تافه، ربما برودة الأعصاب علمتني أن أكون هكذا، لا تتفاجئي عندما تجدينني أبكس وبعد لحظة أرقصًتلك هي أنا عندما فعلت الحياة بي فعلتها، جردتني من شخصيتي الحقيقية. لم أكن هكذا!!

-أتصدقين؟! لن ينفعك الرجوع لأصلك. فلتكوني عكس الآخرين. فتاة، ربما مريضة نفسيا، ربما تعاني الوحدة، ربما لديك عقل بتفكير مزدوج، لا تفكري كثيراً لأنك ستغيرين من حولك إن فعلت هذا.

-عقل يفكر؟ يا لهذه التفاهة. عقلي معطل الآن، سأصلحه فيما بعد، ألم أقل لك؟ تغيرت، تفاعلت مع هذا الذي تسمينه أنت الواقع. "لست كأي فتاه"لن أفعل مل فعله الآخرون، كل من أصابه حزن أو اكتئاب ذهب إلى الطبيب، خرافة! ماذا سيفعل هذا الطبيب؟ سيأخذ النقود فحسب، لهذا السبب لا أريد أن أصبح طبيبة سيتحدثون عني هكذا. على أي حلب فعلت شيئاً أفضل، تغيرت!

-من قال بأن الناس سيتحدثون هكذا!! تغيرتي، فلتتغيرس إذاً، من يمسكك؟ لا تذهبي للطبيب! لا تكوني طبيبة! أنت حرة افعلي ما تشائين.

-حرة!! مجرد كلمة شائعة، يا أنتِ إنني مقيدة الروح، أحتاج لأن أحررها. إنها في سرداب. أكره الحديث عن السراديب، أخافها. روحي في مكان ما! لا أدري أين، المهم في مكان مظلم، نفق! قبو! سرداب! تتجول، لكن أين؟ لا أستطيع إيجادها!! هي خائفة، من اللاشيء!! خائفة من أن تواجه حقيقة الواقع عًأن تواجه قسوته، تأذت بما فيه الكفاية، مسكينة هي، كانت سعيدة جداً، وفجأةً، في لحظة، هربت، هربت من ظلمة الواقع لتدخل إلى ما تحت هذه الظلمة.

-متأثرة أنت جداً!! قلت لك كوني حرة، وليس ما حدث لنفسك، انسي!!

-كبرت ونسيت أن أنسى...

-إن أكملت هكذا ستكونين أنت الخاسرة.

-هل لدي شيء لأخسره؟ خسرت كل شيء، لم يبقى إلا اللاشيء، رفيق دربي، مؤنس وحدتي، تفاقم بين البينين، حزن إلى حدٍ ما!!
-كوني أنتِ،فقط أنتِ...

-انتظري لا تذهبي أحتاجك!!!
.......
-ذهبت هي أيضا وتركتني!! لا يهم تعودت...
ويا لي من غبية أتحدث مع نفسي...

الكاتب :  Hadil Belguidoum     الاهداء :  الخيبات لا تهدى ❤

أعزائي الكرام ليكن في علمكم جميعا . يحق لكل عضو أن ينشر كتاباته سواء كانت شعر ، قصة أو خواطر ..ومن يريد ذلك يرسل كتاباته على Émail التالي :
books.3amid@gmail.com

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-